إيران- أيديولوجيات عابرة للحدود، عدم استقرار وإرهاب في المنطقة.

المؤلف: خالد السليمان08.11.2025
إيران- أيديولوجيات عابرة للحدود، عدم استقرار وإرهاب في المنطقة.

في معرض حديثه المتمعن لمجلة «ذا فورين أفيرز»، عرض سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تشخيصًا دقيقًا لإيران، مصنفًا إياها بأنها تجسد العلل الجوهرية الثلاث التي تعصف بالمنطقة: «الأيديولوجيات المتجاوزة للحدود» و«حالة الاضطراب المستمر» و«الإرهاب المستشري». هذا التصوير يمثل تلخيصًا بليغًا للوضع الإيراني الراهن، ويسلط الضوء على الأسباب الكامنة وراء عزلتها المتزايدة في المنطقة منذ انبثاق الثورة الإيرانية وتأسيس الجمهورية المرتكزة على مبدأ ولاية الفقيه ذي النزعة التوسعية. تسجل دفاتر التاريخ بتفصيل أن لإيران دورًا محوريًا في كل نزاع مسلح اندلع في المنطقة، وبصمات واضحة في كل بؤرة توتر تشكلت في الدول المتجاورة. تمتلك إيران في أغلب دول المنطقة أحزابًا موالية لها بشكل علني أو خلايا نائمة متخفية، بينما تشهد مواسم الحج على مساعيها الدؤوبة لتحويل المناسبات الدينية إلى ساحات سياسية، وتجنيد الأتباع المخلصين وتعبئة الحشود المطيعة. أضف إلى ذلك رعايتها السخية للتنظيمات الإرهابية واحتضانها لرموزها المتطرفة، وتشجيعها المستمر لأعمالها الشنيعة. الأمر الأبرز الذي أورده الأمير محمد بن سلمان يتمثل في تفسير أسباب استمرار التوتر الذي يخيم على العلاقات السعودية الإيرانية، وكشف السر وراء عدم تجاوب الرياض مع المحاولات الرامية إلى تضييق فجوة الخلاف المتسع بين البلدين. أوضح سموه أن المملكة ستتكبد خسائر فادحة إذا أقدمت على التعاون مع إيران دون أن تبادر طهران إلى تغيير نهجها العدواني وتبديل سلوكها المزعزع للاستقرار! لا جدوى من أي تقارب سطحي أو إبداء نوايا حسنة زائفة طالما أن إيران ماضية في نهجها المعادي السافر. ففي كل مرة سعت فيها المملكة العربية السعودية إلى مد يد المصافحة لإيران، كان هناك خنجر مسموم ينتظر ليغرس في ظهرها! لقد كتبت ذات يوم: ليت جيرة الإيرانيين كانت بحلاوة مأكولاتهم وفخامة سجادهم ورائحة فستقهم الشهية، لكنا دفنا الخليج لنقترب منهم بدلًا من أن نتمناه محيطًا شاسعًا ليبعدنا عنهم ويبقينا في منأى عن شرورهم!.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة